آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

أمّيّون - أوتوا الكتاب - آتيناهم الكتاب - أهل الكتاب

1- الأمّيّون

2- الّذين أوتوا الكتاب

3- الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب

   4- أهل الكتاب

5- الّذين آتيناهم الكتاب

خلاصة

 

أفكار الباحثة مجد خلف

ساعدتني كثيرا في محاولة فهم هذه العبارات

الّتي تحتاج تركيزا كبيرا

 

 

الأمّيون

كل من لم يصله كتاب إلاهي

و يسمع عنه إلاّ الأماني

 

الّذين أوتوا الكتاب

كل من وصلهم كتاب من الله

(رسالة صحيحة وليست مزوّرة من طرف الشيوخ و الرّهبان)

1- سواء تقبّلوه أم لم يتقبّلوه  

2- سواء يعملون به و يتّبعوه أم لا

سواء آمنوا بالله و اليوم الآخر أم لا

الصفة "أُوتوا الكتاب" تعني:
وصلتهم الرسالة الإلهية
لا أكثر ولا أقل.

 

 

الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب

هم أولئك الذين وصلهم جزءٌ من الكتاب الإلهي
لكنّه للأسف

جاءهم محاطًا بتفاسير بشرية مُشوّهة
فلم يُفرّقوا بين الوحي والتحريف
.

اكتفوا بنصيب

وتركوا الكتاب كلّه.
فتحوا قلوبهم

لكنهم أغلقوا عقولهم.

 

أهل الكتاب

كل من وصلهم كتاب من الله

(رسالة صحيحة وليست مزوّرة من طرف الشيوخ و الرّهبان)

1- و تقبّلوه

2- لكن لا يعملون به و لا يتّبعونه بالضّرورة

تقبّلوا الرسالة و يزعمون أنّهم ينتمون إليها

سواء طبقوها أم لا

 أهل الكتاب يمكن أن يكونوا

يهودا أو نصارا أو مسلمين

 

الّذين آتيناهم الكتاب

كل من وصلهم كتاب من الله

(رسالة صحيحة وليست مزوّرة من طرف الشيوخ و الرّهبان)

1- و تقبّلوه

2- و يعملون به و يتّبعونه

تقبّلوا الرسالة و يطبقونها

كل من يتلو الكتاب حقّ تلاوته و يؤمن به و يتدبّر الكتاب و يعمل به

(لا يتبع الكتاب بعمى)

 

أوتوا الكتاب = وصلهم الكتاب + لا يتقبّلوه و لا يعملون به بالضّرورة

أهل الكتاب = وصلهم الكتاب + تقبّلوا الكتاب دون العمل به بالضّرورة

الّذين آتى الله الكتاب = وصلهم الكتاب + تقبّلوا الكتاب و عملوا به بإتباعه حصريا

 

 

كلّ أهل الكتاب من الّذين أوتوا الكتاب 

لكن ليس كلّ الّذين أوتوا الكتاب من أهل الكتاب

كلّ الّذين آتاهم الله الكتاب من أهل الكتاب و من الّذين أوتوا الكتاب لكنّ العكس غير صحيح

 

1- الأمّيّون

الأمّيّون حسب التعريف القرآني

هم الّذين لا يعلمون من الكتب السماوية إلاّ القليل

عبارة عن متمنّيات و حكاوي

 

A-

وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ

لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ

وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 78) 

فالأمّيّون

بحسب التعريف القرآني،
ليسوا أناسا لا يقرؤون ولا يكتبون…

بل هم الذين لا يملكون علمًا حقيقيًا من الكتاب،
ولا يعرفون منه إلا بعض "الأماني":
عبارة عن حكايات متناقلة

أوهام، وأحلامًا ظنّوها حقائق.

فئة تعيش على بقايا ثقافة
خالطة بين الموروث والخيال

 

B-

فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ

وَقُلْ لِلَّذِينَ

أُوتُوا الْكِتَابَ

وَالْأُمِّيِّينَ

أَأَسْلَمْتُمْ؟

فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا

وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ

وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 20)

يظهر جليّا من الآية

أنّ الأمّيين هم الّذين لم يؤتوا الكتاب

ولا علاقة للمفهوم هنا بالقراءة أو الكتابة.

 

C-

وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ

وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ

وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 75)

الآية تكشف سلوكًا عنصريًّا

لدى بعض أهل الكتاب المتشدّدين لدينهم
حيث يرون الأمّيّين (( أي غير المنتمين إلى ملتهم))

أدنى منزلة،
ويُحلّون أكل أموالهم بالباطل.

﴿ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ
أي لا حرج عندهم في ظلمهم

وكأنهم خارج دائرة الأخلاق والدين.

وهي ظاهرة نراها في كل العصور،
حتى بين بعض
((المسلمين)) شعب الله المختار

الذين سوّغوا ظُلم غير ((المسلمين))

في  المعاملات:

يعتبرونهم أدنى منهم

و مالهم حلال عليهم
ناسخين بذلك نفس العقلية العنصرية

التي يُدينها القرآن.

 

D-

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ

يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ

وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ

وَالْحِكْمَةَ

وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

(سورة : 62 - سورة الجمعة, اية : 2)

هل يُعقل أن يكون كلّ قوم النبيّ الحبيب
أميّين بمفهوم
"لا يقرؤون ولا يكتبون"؟؟؟
من المؤكّد أنّ بينهم

من كان يعرف القراءة والكتابة!!!!

ثمّ كيف يُعلّمهم الرسول عليه السلام

الكتاب

إذا كان أميّا بمفهوم لا يقرأ ولا يكتب  ؟؟؟

 

2- الّذين أوتوا الكتاب

كل من وصلهم كتاب من الله

(رسالة صحيحة وليست مزوّرة من طرف الشيوخ و الرّهبان)

1- سواء تقبّلوه أم لم يتقبّلوه  

2- سواء يعملون به و يتّبعوه أم لا

سواء آمنوا بالله و اليوم الآخر أم لا

 

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ

وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ

وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ

مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ

(سورة : 9 - سورة التوبة, اية : 29)

 

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ

مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

هذه الآية توضّح بجلاء

أنّ هناك من الّذين أوتوا الكتاب

من لا يؤمن بالله و لا باليوم الآخر

و لا يتّبعون المواعظ الإلاهية في كتبه.

هذه العبارة يؤكّد أنّ "الذين أوتوا الكتاب"
ليست صفة مديح دائم،
بل هي وصف تاريخي

لقوم أُعطوا كتابًا سماويًّا
لكنهم قد لا يتقبلونه 

و إذا تقبلوه قد يُسيئون

استخدامه.

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 100)

فريق من الذين أوتوا الكتاب يمكن أن يُضلّوكم،
بل ويردّوكم بعد إيمانكم كافرين…
أي ناكرين للجميل

جاحدين لما أنعم الله به عليكم.

وهذا يبيّن مرّة أخرى، أن من أوتي الكتاب
ليس بالضرورة

أن يكون متّبعًا للهُدى الذي فيه.
بل قد يُعرِض عنه، أو يُحرّفه

أو يُضلّ غيره باسمه.

 

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً

فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ

مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ

وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ

لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ

وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ

إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ

مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ

فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ

وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 213)

الآية 213-2 تساعدنا على فهم الآية 28-34

مَا أَرْسَلْنَاكَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ

مَا اخْتَلَفَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ

 إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ 

الّذين أوتوا الكتاب

يختلفون فيه

من بعدما جاءتهم

البيّنات بغيا بينهم

 

إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ

وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ

وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 19)

هناك من الّذين أوتوا الكتاب من يـتّبع الكتاب

و هناك من الّذين أوتوا الكتاب من لا يتّبع الكتاب

وقع الاختلاف عند

الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

 "بَغْيًا بينهم"

أي بسبب الأنانية والصراع على السلطة،
رغم أن العلم كان بين أيديهم
(علم الكتاب).

فـالذين أوتوا الكتاب

ليسوا صنفًا واحدًا!!!!!!
منهم من يتّبع الكتاب

ومنهم من يحرفه أو يتجاهله عمدًا.

وهذا الأمر نراه يتكرّر في كلّ الديانات
بل حتى داخل الدين الواحد

والتاريخ لا يرحم:
من إبادة المعتزلة في الإسلام،
إلى الحروب الطائفية بين الكاثوليك والبروتستانت،
إلى المذاهب التي لا تُحصى…
كلّها نتائج لاختلافات بشرية

لا علاقة لها بجوهر الدين.

 

(وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ)

(سورة : 98 - سورة البينة, اية : 4)

وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (القرآن)

 

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

مِنْ قَبْلِكُمْ

وَإِيَّاكُمْ

أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ

وَإِنْ تَكْفُرُوا

فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 131)

لنتدبر الآية عبارة بعبارة

لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

مِنْ قَبْلِكُمْ

وَإِيَّاكُمْ

أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ

نكتشف وصيّة شاملة موجّهة إلى:

الذين أوتوا الكتاب من قبل،

والذين أُنزل عليهم القرآن

(و إياكم) .

الوصية واحدة: أنِ اتقوا الله.

لكنّ الله بلُغته الدقيقة

ينبّه

وَإِنْ تَكْفُرُوا

فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا

هذا يعني أنّ

بعضا من الذين أوتوا الكتاب

من قبل القرآن

و بعضا من الذين وصلهم القرآن

سيكفر.

في آخر المطاف الله غني

عن من كفر

 

 

وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ

مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ

نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ

كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُون

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 101)

هناك فريق من الّذين أوتوا الكتاب

من ينبذ القرآن الذي يصدّق الكتب السابقة

هذا يعني أن الكتاب

وصل الّذين أوتوا الكتاب

لكن بعضهم رفضه

 

قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ

فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا

فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ

وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ

وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 144)

وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ 

لَيَعْلَمُونَ أَنَّ (القرآن) هو الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ

 

وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

بِكُلِّ آيَةٍ

مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ

وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ

وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ

وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ

مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 145)

وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ

(دليل من القرآن أو غيره)

مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ يا محمّد

 

 

من خلال كلّ هذه الآيات،
يتّضح لنا أنّ

"الذين أوتوا الكتاب"
هم ببساطة

الذين وصلهم كتابٌ من عند الله
==> رسالةٌ إلهيةٌ صحيحة، غير محرّفة،
وليست مختلقة من طرف الشيوخ أو الرهبان.

وهذا بغضّ النظر :

هل تقبّلوا هذه الرسالة أم رفضوها؟

هل اتّبعوها وعملوا بها أم أعرضوا عنها؟

هل آمنوا بالله واليوم الآخر أم كفروا؟

الصفة "أُوتوا الكتاب" تعني:
وصلتهم الرسالة الإلهية،
لا أكثر ولا أقل.

 

3- الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب

الّذين وصلهم الكتاب الإلاهي

محرّفا بالتفاسير البشرية

(نصيب من الكتاب و ليس كلّ الكتاب) 

فتقبّلوه بقلب مفتوح بدون عقل

 

 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ

يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ

ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 23)

دعونا نتدبر هذه الآية عبارة بعبارة

 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ

يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ

لاحظوا هنا:

يُدعى الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب

مباشرة إلى كتاب الله

بدون وسطاء

بدون فقهاء

بدون أحاديث مُختلقة.

يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ

لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ

هذا يعني أنهم يتبعون فقط

جزءا من كتاب الله

و ليس كلّ كتاب الله.

ليست عندهم الصورة الكاملة

أو لعلّهم تجاهلوها عمدًا.

ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ

وَهُمْ مُعْرِضُونَ

يَتَوَلَّون عن الوصية

و يتشبّثون بلا وصية لوارث!!!!

يتركون آيات السلام

و الدّفاع عن النفس

و يحلمون بأحاديث القتل

و السبي و الإكراه

التي لم يُنزّل الله بها من سلطان!!!!!

هؤلاء لا يريدون كتاب الله كاملاً !!!!!
بل يختارون منه

ما يناسب أهواءهم!!!!!
ثم يُعرضون عن الباقي!!!!!

 

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ

يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 44)

الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب

1- يشترون الضلالة باتباع الكتب البشرية

2- و يحاولون إضلال الآخرين

هل هؤلاء من أهل القرآن

ذلك النور الساطع؟
أم من تجّار الظلام

الذين باعوا الكتاب
واشتروا به الضلالة
؟

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ

آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ

مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا

فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا

أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ

وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ

1- وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)

2- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ

بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49)

3- انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ

وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50)

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ

1- يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ

2- وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51)

أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)

a- أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53)

b- أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ

فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)

فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)

(سورة : 4 - سورة النساء, اية : 47 - 55)  

 

 

من خلال هذه الآيات البليغة
نستنتج أنّ

الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب
هم أولئك الذين وصلهم جزءٌ من الكتاب الإلهي
لكنّه للأسف

جاءهم محاطًا بتفاسير بشرية مُشوّهة
فلم يُفرّقوا بين الوحي والتحريف
.

اكتفوا بنصيب

وتركوا الكتاب كلّه.
فتحوا قلوبهم

لكنهم أغلقوا عقولهم.

 

 

   4- أهل الكتاب

قُلْ: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ

لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا

1- التَّوْرَاةَ

2- وَالْإِنْجِيلَ

3- وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ

وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ

مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ

طُغْيَانًا وَكُفْرًا

فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

(سورة : 5 - سورة المائدة, اية : 68)

لنتدبر هذه الآية عبارة بعبارة

لاحظوا معي

قُلْ: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ

لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ
أي لا قيمة لما أنتم عليه

يا أهل الكتاب
حَتَّى تُقِيمُوا

1- التَّوْرَاةَ

2- وَالْإِنْجِيلَ

3- وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ

حتى تُفعّلوا التوراة، الإنجيل، والقرآن عمليًا

في حياتكم اليومية:

كلّها يجب أن تكون

مفعّلة، حاضرة، مُقامة.

فالانتساب اللفظي للكتاب لا يكفي!!!!!
الامتحان الحقيقي

هو الإقامة
هو العمل بمضامين هذه الكتب
لا الاكتفاء بقراءتها أو التباهي بحملها
.

ومن هنا نفهم أن بعضًا من أهل الكتاب
رغم حملهم للكتب

لا يعملون بها
ولذلك قال الله عنهم
:

وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ

مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ

طُغْيَانًا وَكُفْرًا

فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

 

لنمر الآن لآية مدهشة أخرى

وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ

لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ

وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ

وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ

لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا

أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ

إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 199)

دائما عبارة بعبارة

هذه الآية تُصحّح الكثير من الصور النمطية.

فـأهل الكتاب ليسوا جميعًا في خانة واحدة.

"وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ"
أي: بعضٌ منهم

وليس الجميع.

لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ

وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ

وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ

هناك مِن أهل الكتاب مَن:

يؤمن (يؤمِّن) بالله حقًا

يؤمن (يؤمِّن) بالقرآن 

و باق الكتب التي أُنزلت من قبل

لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا

ولا يبيع آيات الله

من أجل مصلحة أو سلطة أو مال

هؤلاء خشعوا لله

أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ

وهذا يُفهم منه ضمنًا
أنّ هناك من أهل الكتاب لا يؤمن بالله
ولا بالقرآن
أو يستغل الآيات لمصالح دنيوية

إذن، ليس كلّ من يُدعى "من أهل الكتاب" مؤمنًا.

هذا يعني أنّ هناك من أهل الكتاب

من لا تنطبق عليه هذه الشروط 

إذن ليس مؤمنًا

كلّ من يُدعى

"من أهل الكتاب". 

 

نصل الآن إلى واحدة من أكثر الآيات وضوحًا

في تصنيف أهل الكتاب:

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ

1- تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ

2- وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ

وَلَوْ آمَنَ

أَهْلُ الْكِتَابِ

لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ

a- مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ

b- وَ أَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ

(سورة : 3 - سورة آل عمران, اية : 110)

عبارة بعبارة

وَلَوْ آمَنَ

أَهْلُ الْكِتَابِ

لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ

نفهم أنّ هناك من لا يؤمن (لا يُؤَمِّن)

من أهل الكتاب

a- مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ

b- وَ أَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ

الآية تقسم أهل الكتاب إلى فئتين واضحتين:

1-

فئةٌ مؤمنة تؤمِّن بالله.

2-

وفئة أخرى فاسقة

لا تتّبع المواعظ الإلاهية المتواجدة في الكتاب.

والمُفاجأة؟

الأكثرية من أهل الكتاب فاسقون!

أَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ

وهنا نكتشف أن الانتماء لأهل الكتاب

لا يعني بالضرورة الإيمان أو الاستقامة

 

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا

مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ

وَالْمُشْرِكِينَ

مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ

(سورة : 98 - سورة البينة, اية : 1)

الَّذِينَ كَفَرُوا

مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ

لا يجوز اختزال "أهل الكتاب"

في فئة واحدة.
فيهم المؤمنون حقًا

وفيهم الكافرون.

 

وهنا يظهر جمال الترتيل القرآني

الذي لا يُصنّف الناس حسب العنوان

بل حسب أفعالهم ومواقفهم من آيات الله.

 

الأشخاص الذين 

وصلتهم الرسالة (كتاب من عند الله)

سواء طبقوها أم لا

بصيغة أخرى

الأشخاص الذين 

1- لا يبذلون مجهودا شخصيا لفهمها

2- أو لا يعملون بها بالضّرورة 

 

 أهل الكتاب

يمكن أن يكونوا يهودا أو نصارا أو مسلمين

 

 

من هم "أهل الكتاب" إذن؟

هم أولئك الذين

- وصلتهم رسالةٌ إلهية

- بلغهم كتابٌ من عند الله

- سواء عملوا به

أم لم يعملوا
- سواء بذلوا جهدًا لفهمه

أم اكتفوا بالتلقين والتقليد.

بمعنى آخر

"أهل الكتاب"

لا يُطلق فقط على اليهود والنصارى

كما يُشاع
بل يشمل كلَّ من وصله كتابٌ من الله

— حتى القرآن —
منهم من لا يفعّل آياته في حياته

ولا يتدبّره بعقله

بل يتبع بغير بيّنة ولا بصيرة.

أهل الكتاب
قد يكونون يهودًا، أو نصارى

أو حتى من المسلمين أنفسهم.

 

 

5- الّذين آتيناهم الكتاب

كل من وصلهم كتاب من الله

(رسالة صحيحة وليست مزوّرة من طرف الشيوخ و الرّهبان)

1- و تقبّلوه

2- و يعملون به و يتّبعونه

تقبّلوا الرسالة و يطبقونها

كل من يتلو الكتاب حقّ تلاوته و يؤمن به و يتدبّر الكتاب و يعمل به

(لا يتبع الكتاب بعمى)

 

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ

يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ

وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ

وَهُمْ يَعْلَمُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 146)

نقف عند كل عبارة

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ

يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ

أشخاص وهبهم الله الكتاب عن فهم وإيمان،
يعرفونه كما يعرفون أبناءهم،
لأنهم تدبّروه، وعاشوه

وآمنوا به وحده

 لا بشيء سواه.
فهو بالنسبة لهم ليس مجرد كلمات تُقرأ

بل نورٌ يسري في عقولهم وقلوبهم.

لكن.........

وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ

وَهُمْ يَعْلَمُونَ

كيف تتوافق هذه الصفة السلبية

مع شخص يتبع كتاب الله وحده

جواب

قد يبدو هذا الوصف سلبيًا

لكن التدبّر يكشف لنا عمقه الإنساني:

ليس الكتمان هنا عن جهل أو عناد!!!!!
بل عن خوف

خوف على النفس، على الأهل

من بطش الطغاة وسيف الخليفة!!!!!
ففي زمن الظلم

يصبح قول الحقّ بطولة

قد تُكلّف صاحبها كل شيء.

 

لاحظوا معي روعة القرآن

التبيان لكل شيء

وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ

أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ

وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ

وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ

وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ

إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ

(سورة : 40 - سورة غافر, اية : 28)

يكتم إيمانه تعني يكتم إتباعه للحقّ

خوفا من بطش و ظلم فرعون لكي لا يقتله

أغلب الّذين يكتمون الحقّ و هم يعلمون

خائفون أو يعلمون أنّ ما سيقولونه سينقلب عليهم

أو أنّ الناس سيسخروا منهم و يتهمونهم بالهديان

كتمان الحقّ لتفادي المصائب

 

 

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ

يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ

الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 20)

 

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ

يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ

أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ

وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ

(سورة : 2 - سورة البقرة, اية : 121)

قد تبدو

"يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ"

في ظاهرها

مرتبطة بالقراءة

أي ==> "يقرؤونه حق قراءته"
لكن القرآن نفسه يشرح لنا معناها العميق.

تأملوا هذه الآية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)

وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)

(سورة : 91 - سورة الشمس, اية : 1 - 2)  

فالقمر لا "يقرأ" الشمس

بل يتْبَعُها في سَيْره.

وهكذا

"يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ"
لا تعني تلاوة اللسان

بل اتباعًا حقيقيًا صادقًا خالصا
في الفكر والسلوك والعمل.


 وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ

نرفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)

وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا

وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ

وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ

وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)

وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ

كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)

وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا

وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)

وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ

وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)

ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ

وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)

أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ

فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) )

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 83 - 89)

أتى الله الأنبياء الكتب 

واتبعوها حرفيا كما هي

دون تحريف ولا تلاعب.

حملوا أمانة.

أتاهم الحكمة و إتبعوها

و آتاهم النبوّة و كانوا أهلا لها

 

أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا

وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ

يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ

فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ

(سورة : 6 - سورة الأنعام, اية : 114)

أولائك الّذين آتى الله الكتب يتدبّرونه و يتّبعونه

فيعلمون مع مرور الزّمن أنّه الحقّ من عند الل

ه لعظمة هذه الكتب

و إستحالة تأليفها من طرف بشر

(هذا رأيي الشخصي)

 

وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ

يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ

وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ

قُلْ: إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ

(سورة : 13 - سورة الرعد, اية : 36)

أولائك الّذين آتى الله الكتاب

يفرحون به

لأنّه ينير طريقهم و يريح بالهم

لكن مع كامل الأسف

هناك من ينكر بعضه

كالوصية و السلام و الجلد

و يتبعون الناسخ و المنسوخ

 

وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ

هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)

وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ

قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا

إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)

أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) )

(سورة : 28 - سورة القصص, اية : 51 - 54)

أولائك الّذين آتى الله الكتب من قبل القرآن

يؤمنون بكتبهم و يتّبعونها 

و يعرفون أنّ القرآن هو الحقّ

لاّنّ ما قيل للنبيّ محمّد

هو بالضبط ما قيل للرسل من قبله

بما أنّها نفس الرّسالة

فمن السهل التعرّف عليها و تأكيدها

يؤكّدون أنّهم كانوا مسلمين من قبل القرآن

 

وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ

فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ

وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ

وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ)

(سورة : 29 - سورة العنكبوت, اية : 47)    

 

 

 

هذه خلاصة التدبّر

للعبارات القرآنية الخمس

الأمّيون

 هم الذين لم يصلهم كتاب من الله

يسمعون عنه الأماني و الحكايات

الذين أوتوا الكتاب

 هم الذين وصلهم كتاب من الله،
لكنهم لا يتقبّلونه أو لا يعملون به بالضرورة.

  أهل الكتاب

 هم الذين وصلهم كتاب من الله

 وتقبّلوه، لكنهم لا يعملون به بالضرورة.

الذين أوتوا نصيبا من الكتاب

هم الذين وصلهم الكتاب

لكنهم يعملون بكتب بشرية

تَدَّعي أنها تفسره و تكمله

الّذين آتى الله الكتاب

هم الذين وصلهم الكتاب فعلا

و تقبّلوه بصدق و عملوا به خالصا

دون شريك أو وسيط.

 

كلّ أهل الكتاب من الّذين أوتوا الكتاب 

لكن ليس كلّ الّذين أوتوا الكتاب من أهل الكتاب

كلّ الّذين آتاهم الله الكتاب

من أهل الكتاب و من الّذين أوتوا الكتاب

لكنّ العكس غير صحيح

 

أدعوكم إلى تجربة بسيطة:

اسألوا من يقدّم نفسه "من أهل الاختصاص"

هذا السؤال المباشر:

ما الفرق بين:

"الذين أوتوا الكتاب"

"أهل الكتاب"

"الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب"

و"الذين آتيناهم الكتاب"؟

ثم انظروا جيدًا إلى الإجابات…

هل ستكون دقيقة

بقدر دقة القرآن المعجزة؟

أم ستجدون تهرّبًا وتعميمًا

لأنهم، بكل بساطة

لا يملكون الجواب.

 

لا تتركوا التدبّر لغيركم

لا تتبعوني أنا أيضا بدون تدقيق

كونوا من أولي الألباب

الذين يستمعون لكل الأقوال

و يتعون أحسنها

باستخدام العقل!!!!

فالقرآن نزل لَكُم

لُكُم وحدكم.