آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 5 - سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 18 - 20

 

 

1- الآية الأولى التي يتشبّث بها أصحاب الإختصاص

إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ

وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ

(سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 5)

لكن
هل يمكن فهم هذه الآية وحدها
؟
أم أن القرآن كعادته
يفسّر بعضه بعضًا
؟

لننظر إذًا

إلى الآيات التي سبقتها مباشرة:

وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا

a- فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)

b- فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا

c-  فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ

وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)

(سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 3 - 4)  

الآن، نطرح الأسئلة
والجواب من القرآن نفسه
:

1- سؤال

هل ذُكرت حدود الله

في الحديث أم في القرآن؟

و ما هي؟؟

الجواب واضح

الله هو من حدّد الحدود

في القرآن.

ولا نجد ذكرا للحديث

لا من بعيد

و لا من قريب
ثلاثة حدود صريحة لا رابع لها.

a- تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا

b- صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا

c- إِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا

 

2- سؤال

كيف نحادّ الله و رسوله؟

جواب

نُحادّ الله و رسوله

بتجاوز حدوده الثلاثة

في تلك الآيات البينات

 

3- سؤال

ماذا نسمّي من يتعدّى حدود الله و رسوله

جواب

و من حادّ الله و رسوله

بتجاوز تلك الحدود

فقد كُبِت كما كُبت الّذين من قبله

إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

 

إذًا
المحادّة هنا
ليست سؤالًا،
ولا تفكيرًا،
ولا اختلافًا في الفهم

بل تعدٍّ عمليٌّ صريح
على حدودٍ قرآنية محدّدة.

وهنا نكتشف الحقيقة:
من يوسّع معنى المحادّة
ليجعلها سيفًا على العقول
!!!!
إنما يحادّ القرآن نفسه
حين يجرّده من سياقه
ومن حدوده الواضحة
!!!!

 

 

2- الآية الثانية التي يتشبّث بها أصحاب الإختصاص

يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا

فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ

وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)

اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ

فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ

أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ

أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)

إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)

(سورة : 58 - سورة المجادلة, اية : 18 - 20)

سنطرح الأسئلة
ونبحث عن الجواب من الآيات نفسها:

1- سؤال

كيف يحادّ الناس اللهَ و رسولهُ؟

الجواب واضح

يُحادّ الناسُ اللهَ و رسوله

بالإنتماء لحزب الشيطان

 

2- سؤال 

وكيف يدخل الناس لحزب الشيطان؟

جواب

القرآن لا يترك الأمر غامضًا
﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ

فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ

يدخل الناس حزب الشيطان

بنسيان ذكر الله؟

 

النتيجة المنطقية

==> كيف يُحادّ الناس اللهَ و رسوله؟

يُحادّون اللهَ و رسوله

بنسيان ذكر الله.

إذًا
الذين حادّوا اللهَ ورسوله
ليسوا أولئك الأشخاص الذين

 الذين سألوا!!!
ولا الذين فكّروا!!!
ولا الذين تدبّروا القرآن بعقولهم!!!

 

بل هم:
الذين نسوا ذكر الله في القرآن
!!!
بتأثيرٍ وتشجيعٍ من الشيطان!!!
فانتموا إلى حزبه
وهم يحسبون أنهم على شيء
!!!

و أولائك في الأذلّين!!!

وهنا تأتي الخلاصة الحاسمة:
ذكرُ الله لا يكون إلا بما أنزل الله.
ولا يمكن إحياء ذكر الله
بأقوال البخاري

ولامسلم،
ولا بكتب الحديث،
ولا بتراكمات المفسّرين.

لأن ذكر الله
هو كلام الله.

وكلّ ما عداه
اجتهادٌ بشريّ
يُصيب ويُخطئ،
لكنّه لا يُغني عن الذكر شيئًا.

 

خاتمة

ليس الخطر في أن نختلف،
ولا في أن نسأل،
ولا في أن نعيد قراءة القرآن بعقولنا.

الخطر الحقيقي
هو أن ننسى ذكر الله
ونستبدله بذكر البشر،
وأن نطمئنّ لأصواتٍ تقول لنا:
لا تبحث

نحن نفكّر عنك.

لكن القرآن لم يُنْزَل
ليُصادِر العقل،
ولا ليُسلِّم المفاتيح

(((((((لأصحاب الاختصاص)))))))
بل ليُوقظ الضمير،
ويُحرّر الإنسان من كل وصاية.