آية مصيريّة تنفي وجود مهنة رجل الدين: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ==>ما جعل الله 1-أشخاصا يتوسّعون في الدّين و يضيفون فيه 2-و لم يهمل فيه شيئا 3-و لم يجعل صلة وصل بينه و بين الناس 4-ولم ينصّب أحدا لحماية الدّين و لكنّ المتكبّرين المنكرين يفترون الأكاذيب على الله وأكثرهم لايعقلون

نفس الرسالة بالنسبة لكل الرسل

هل حافظ الله فعلاً على الذِّكر؟
أم أن المصاحف التي بين أيدينا

تقول غير ذلك؟"

سؤال خطير…
لكن لا مفرّ منه.

فنحن لسنا نعامًا

ندفِن رؤوسنا في الرمل،
كلّما واجهتنا الحقيقة.

فالقرآن الذي بين أيدينا اليوم،
نقرأه بقراءات وروايات مختلفة:
حفص، ورش، قالون، ...…
تغيّرات في الحروف، والضبط، والمعاني أحيانًا!

والمفارقة؟
أن كل هذه الروايات…
نُسبت إلى القرآن نفسه،
رغم أن بعضها يناقض بعضًا!

فهل هذا هو الذكر الذي قال الله عنه:

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ

وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

(سورة : 15 - سورة الحجر, اية : 9)


أم أن الذكر شيء آخر…

لا نعرفه تمامًا؟


لن نُجامل أحدًا،
ولن نهرب من الأسئلة الصعبة.

سنتأمّل سويًّا:

هل فعلاً "حافظ الله على الذكر"

 

 

1- سنبدأ بالإختلافات أولا

 للقرآن 10 قراءت أو روايات

تختلف فيما بينها إختلافات طفيفة

سأعطي أمثلة لهذه الإختلافات

بين أشهر القرائتين في العالم الإسلامي

وهما ورش و حفص


1-

عدد الآيات بقراءة حفص 6236 آية

وعددها بقراءة ورش وقالون 6013 آية

معلومة غير مؤكّدة

 

2-

كذا اختلاف بالكلمات

لا يمكن، ولا ينبغي

أن نُغفل هذه الاختلافات…
ولا أن نتجاهلها

وكأن شيئًا لم يكن.

فإن كان الله قد قال:

"إنا نحن نزّلنا الذِّكر، وإنا له لحافظون"
فكيف نُفسّر هذه الفروقات؟
كيف حُفِظ الذكر إذن؟!

هل خُدِعنا؟
أم أن هناك أمرًا خفيًّا

لم ننتبه له بعد؟

**

صراحةً…
لطالما كانت هذه الآية تُزعجني،
بل تُربكني…
لأن ظاهرها يصطدم مباشرةً مع الواقع

الذي نراه في المصاحف.
وهذا التصادم…

يَهدِم مبدأ الصدق القرآني

إن أخذناه على ظاهره فقط.

لكن…

رغم هذا التناقض الظاهر،
لم أفقد ثقتي بعظمة القرآن،

بفضل اشتغالي عليه لسنين متعددة

حتى وصلت لدرجة الانبهار بعظمته 
لذلك ازددت يقينًا أن هناك سرًا أكبر،
وأن الخلل ليس في الآية،
بل في فهمنا لها.

**

فما المقصود إذن؟؟؟

ما هو الحلّ ؟
كيف نُوفّق بين الوعد الإلهي بالحفظ
والواقع المُشتّت بين القراءات والمصاحف؟

هذا ما سنحاول فهمه معًا…
بعقلٍ مفتوح

وبقلبٍ يبحث عن الحقّ،
لا عن الانتصار لموروث.


الجواب موجود

لكنه لا يُمنَح إلا لمن يجرؤ على السؤال.

 

 

سنبدأ بملاحظة بسيطة جدا

الله لم يقل

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا القرآن

وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

بل قال:

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ

وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

فما هو الذكر؟
وهل هو فعلاً مطابق تمامًا للقرآن

كما نفهمه اليوم؟
أم أن للذكر معنى آخر

وهو الذي حفظه الله،
حتى لو وقعت اختلافات بشرية

في حروف التلاوة أو عدد الآيات؟

 

دعونا نرجع إلى القرآن نفسه

ليفسّر لنا معنى "الذّكر":

 

يحافظ الله سبحانه و تعالى على نفس الذكر

من البداية إلى غاية النهاية

 

الترتيل الكامل للذّكر

A-

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص وَالْقُرْآنِ

ذِي الذِّكْرِ

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 1)

القرآن يحتوي على الذّكر

أي جزءٌ جوهريّ منه

لا مرادف تامّ له.

 

B-

 لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ

كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ

أَفَلَا تَعْقِلُونَ

(سورة : 21 - سورة الأنبياء, اية : 10)

لقد أنزل الله الكتاب

فيه ذكرنا!!!!

الكتاب

يحتوي على الذّكر!!!!

الذكر موجود في الكتاب

وليس مساويًا له حرفيًا!!!!

 

 

الجواب

لقد تعهّد الله بحفظ "الذِّكر"…
ذلك الذِّكر الذي هو جوهر الرسالة الإلهية،
والموجود ضمن القرآن،
لكنّه لم يتعهّد بحفظ كل تفاصيل القرآن

من رسمٍ وخطٍّ وقراءات بنسبة 100%.

فالذِّكر محفوظ…
أما الروايات والقراءات،
فقد أصابها ما أصاب غيرها من الاختلاف البشري الطبيعي.

الاختلافات بين المصاحف أمر واقع

لا يمكن التغاضي عنه،
لكنّها طفيفة

لا تمسّ وحدة الرسالة الإلهية،
ولا تُفسد المعنى العام

ولا الغاية الكبرى من الوحي.

وبالتالي، فإنّ الآية:

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ

وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

(سورة : 15 - سورة الحجر, اية : 9)

هي آية صحيحة 100%
ولا تحتوي على أي خطإ أو تناقض.
بل تؤكّد أن الحفظ الإلهي

لم يكن للشكل… بل للمضمون.

ومن وجهة نظري،
فإن هذه الفروقات،
ليست مدعاة للإنكار…
ولا مبررًا للتبرير الأعمى،

بل هي دعوة صريحة إلى
دراسة أعمق،
وتدبّر أوسع،
وفهمٍ أنضج لما بين أيدينا من كتاب.

لأن

1-

من يخشى الأسئلة،

لن يصل إلى اليقين.
2-

ومن يُجمِّل التناقضات،

ويفضّل التبرير الأعمى
سيظلّ يعبد صورةً… لا رسالة.

3-

ومن يُنكر بعناد ما هو واضح
إنما يُعيد نقل أقوال بَشَر
نُسبت إلى النبي الكريم،
دون استخدام العقل الذي أنعمه الله عليه.

 

رسالة "ترتيل القرآن" واضحة:
العودة إلى الذكر،

لكي نستعيده من بين الأيدي
التي غطّته بالموروث والتكرار.

فهل أنتم مستعدّون…
للانتقال من التلقين إلى الترتيل؟

 

 

3- البيّنة 19 هي التي ستسمح بتوحيد

هذه  الإختلافات البسيطة

في قراءة واحدة

لكل من يطالب بحلٍّ

لهذه الإشكالية الحقيقية

— وهو مَطلب مشروع تمامًا —
أقول له بكل وضوح:
البيّنة 19 هي المفتاح
 الحقيقي

 الذي سيُمكّننا، عاجلًا أو آجلًا،
من توحيد هذه الاختلافات البسيطة
في قراءة واحدة

واضحة متناسقة
بلا تناقضات…

بلا ارتباك

ومن دون حرج.

 

إجابة بالفرنسية لMohamed Bichara

il faudrait noter que le mot " الذَّكر " " Al Dikhr"

ne signifie pas le Coran.

Le mot " الذكر " veut dire l'étude.

Le Coran contient cette étude conformément au verset

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص

وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ)

(سورة : 38 - سورة ص, اية : 1)

 " Sad " et le Coran qui contient l'étude

Autrement dit

les Livres Divins contiennent tous le " Dikhr" " l'étude "

 s'ils sont bien étudiés et interprétés.

Et c'est cette étude que Dieu promet de conserver ou de sauvegarder

conformément au verset

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)

(سورة : 15 - سورة الحجر, اية : 9)

Ce ne sont pas les Écritures que Dieu promet de sauvegarder

mais plutôt leurs études profondes

qui sont réservées uniquement à ceux qui s'y intéressent de tout cœur.

Les Écritures sont sujets à différentes

lectures

ponctuations

et falsifications.

Mais la vraie étude ne peut être falsifiée.